عدد المساهمات : 121 نقاط : 366 تاريخ التسجيل : 14/11/2012 العمر : 59 الموقع : مصر سوهاج
موضوع: الرثاء للخنساء الإثنين ديسمبر 17, 2012 6:06 pm
الرثاء للخنساء
التعريف بالشاعرة : هي تَمَاضر بنت عمرو من بني سُليم من أهل نجد ، ولدت سنة 575 للميلاد، و لقبت بالخنساء لجمال أنفها ، وهي أشهر شواعر العرب وأشعرهن . عاشت في الجاهلية ، ثم أدركت الإسلام فأسلمت ، ووفدت على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) مع قومها ، فكان الرسول يستنشدها (أي يطلب منها قول الشعر) ويعجبه شعرها . - أكثر شعرها وأجوده رثاؤها لأخويها صخر ومعاوية ، وكانا قد قُتلا في الجاهلية ، وكان لها أربعة بنين شهدوا حرب القادسية ، فجعلت تحرِّضهم على الثبات حتى قتلوا جميعاً ، فقالت : (الحمد لله الذي شرفني بقتلهم وأرجو من ربي أن يجمعني بهم في مستقر رحمته). ويقال : أنها توفيت سنة 664 ميلادية. مناسبة النص : كان للخنساء أخ هو صخر ، وكان صخر عظيم البر بها مع أنها أخته من الأب ، وفي بعض المعارك التي دارت بين بني سُليم قوم الخنساء ، وبني أسد ، طُعِنَ صخر طعنة أورثته علةً لم يلبث أن مات بعدها ، فحزنت الخنساء حزناً فظيعاً عليه ؛ فلقد كانت تحبه حبا لا يوصف ، ورثته رثاء حزيناً وبالغت فيه حتى عدت أعظم شعراء الرثاء . ومن ميراثها هذه القصيدة الشهيرة . الأبيات : 1 - أَعَينيَّ جُودَا وَ لاَ تَجمُـدَا أَلاَ تَبكيانِ لِصَخْـرِ النَّدى ؟ 2 - أَلاَ تَبكيانِ الجَريءَ الجَميلَ أَلا تَبكيانِ الفَتَى السـَّيِّدا ؟ 3 - طَوِيْلُ النِّجَادِ رَفِيْعُ العِمَـادِ سـَادَ عَشِــيرَتَهُ أَمْـرَدَا اللغويات : جودا : أي ابكيا بسخاء و بغزير الدمع × ابخلا - ولا تجمدا : لا تجف وتكف دموعكما - الندى : الجود و الكرم والسخاء × البخل ، الشح ج الأنداء ، وصخر الندى : أي صخر الكريم - الجريء : الشجاع المِقْدَام ج أَجْرِئاء ، جُرَآء ، اجْرياءُ × الجبان - الفتى : الشاب القوي ج الفتيان ، الفتية - السيد : العظيم الشريف ج السادة ج ج السادات - النجاد : حمائل السيف ، و طويل النجاد : أي طويل القامة - رفيع : عالٍ ، مرتفع × متدنٍ - العماد : عمود البيت الذي يقام وسط الخيمة ج عُمُد - رفيع العماد : أي عظيم القدرة و المكانة - ساد : قاد - عشيرته : قَبِيلته ج عشائر - الأمرد : الشاب الصغير الذي لم تنبت لحيته ج مُرد . الشرح : تتحدث الشاعرة في هذه الأبيات عن أخيها صخر الذي اختطفه الموت ، وتستحث عينيها أن تجودا بالدمع الغزير ؛ ليتدفق حزناً على أخيها صخر بحر الكرم و الجود و العطاء الدافق ... فهو الفتى الجريء الجسور ذو الطلعة البهية جميل الخِلْقَة و الخُلُق ، الشريف العظيم في قومه ... صاحب القامة الطويلة و المهابة العظيمة ، شريف قومه و سيدهم على الرغم من صغر سنه . س1 : لماذا طلبت الشاعرة من عينيها أن تجودا بالدمع ؟ جـ : وذلك لأن الدموع قد تخفف من آلامها ، و قد تزيل أحاسيس الجزع (انعدام الصبر) و الحزن منها بعد أن اختطف الموت أخاها . س2 : لم خَصَّتِ الخنساء أخاها بهذا الرثاء ؟! جـ : خَصَّتِ الخنساء أخاها بهذا الرثاء ؛ لمناقبه (مزاياه) العديدة فهو عظيم البرِّ بها مع أنها أخته لأبيه ، وهو السبَّاق إلى الخير المِعْطاء السيد الشريف . س3 : ما الصفات التي مدحت بها الشاعرة أخاها في الأبيات الثلاثة الأولى ؟ جـ : الصفات التي مدحت بها الشاعرة أخاها : الكرم - الشجاعة - الجمال - الشرف - العظمة - الطول - السيادة .
التذوق : (أعيني) : استعارة مكنية ، حيث شبهت الشاعرة عينيها بشخصين تطلب منهما العون ، وحذفت المشبه به ، ودلت عليه بشيء من لوازمه وهو النداء عليه ، وهي صورة توحي بشدة الحزن الذي يعتلج (يتصارع) في صدرها. (أعيني) : أيضاً أسلوب إنشائي / نداء ، غرضه : إظهار الحزن و الأسى و اللوعة . (جودا) : استعارة مكنية ، فيها تشخيص للعينين أيضاً . (جودا) : أيضاً أسلوب إنشائي نوعه : أمر ، غرضه : التمني . (ولا تجمدا) : استعارة مكنية ، و أيضاً أسلوب إنشائي نوعه : نهي ، غرضه : التمني ، و التمني هنا تمني استمرار البكاء ؛ لأن البكاء قد يُطفئ نار الحزن؛ ولذلك تشتد اللوعة (الحُرْقَة) عندما تجمد العين ولا تدمع. (ولا تجمدا - الندى) : محسن بديعي / تصريع ، يعطي نغمة موسيقية إضافية في مطلع القصيدة . (جودا - تجمدا) : محسن بديعي / طباق يؤكد استمرار الحزن و تجدد البكاء . تذكر : أن من المحسنات البديعية : " الطبـاق والمقـابلة و الجناس والتورية والتصريع والسجع وحسن التقسيم .. " . س 1: ما نوع الأسلوب في (ألا تبكيان) ؟ وما غرضه ؟ ولماذا تكرر ثلاث مرات ؟ جـ 1 : أسلوب إنشائي استفهامي غرضه : الحث و التحضيض (التحريض) على البكاء . - وقد تكرر ثلاث مرات ؛ للتأكيد على مشاعر الحزن والألم التي أحرقت قلبها بعد فقده . (صخر الندى) : الإضافة هنا تدل على أن الكرم عنوانه صخر . (الجريء - الجميل - الفتى - السيدا) : تتابع جميل لصفات صخر العظيمة التي أهلته للمكانة العالية و السيادة في قومه . س2 : لماذا يعاب على الشاعرة قولها في وصف أخيها (الجميل) بعد (الجريء) ؟ جـ 2 : و ذلك لأن الجمال لا يمدح به إلا النساء و ليس الرجال . (طويل النجاد) : كناية عن طول القامة (صورة مأخوذة من البيئة) . (رفيع العماد) : كناية عن الشرف والسمو ؛ فبيت سيد القبيلة أعلى البيوت وأكبرها حجماً (صورة مأخوذة من البيئة) . (طويل النجاد - رفيع العماد) : محسن بديعي / حسن تقسيم يعطي نغمة موسيقية تطرب الأذن . (ساد عشيرته أمردا) : كناية عن الرجولة المبكرة . * لاتنسَ أن : سر جمال الكناية هو الإتيان بالمعنى مصحوباً بالدليل عليه في إيجاز وتجسيم . الأساليب الخبرية في الأبيات السابقة غرضها تقرير و إثبات صفات الكمال و البطولة لأخيها . الأبيات : 4 - إذا القـومُ مدُّوا بأَيْدِيهُـمُ إلى المَجـدِ مَدَّ إلَيْـهِ يـدَا 5 - فـنَالَ الذي فَوْقَ أَيْدِيهـمُ من المجدِ ثم مَضَى مُصْعدَا 6 - تَرَى الحَمْدَ يَهْوَي إلى بَيْتِه يَرَى أَفْضَلَ الكَسْبِ أن يُحْمَدَا اللغويات : - القوم : الرجال - المجد : الشرف و الرفعة × الضّعة والحقارة - نال : حصل × حُرِم - مضى : ذهب و انطلق - مصعدا : ناهضاً مرتفعاً - الحمد : الشكر و الثناء الجميل × الذم و الجحود و النكران - يهوي: أي يسرع إليه - الكسب : الربح × الخسارة . الشرح : تعبر الشاعرة عن فخرها بأخيها من خلال موازنة و مقارنة رائعة بين صخر و قومه في ساحات المجد و الشرف ، فقومه عندما يتسابقون إلى المجد و الرفعة فهو يشاركهم في النبل و العظمة بل يفوقهم و يعلو عليهم .. لذلك فهو يحظى بالثناء من الناس و الاعتراف بالجميل جزاء لأعماله الرائعة ، وهو يؤمن أن أعظم ربح للإنسان أن يكون محموداً و محبوباً من الناس . س 1: في البيت الرابع مقارنة . ما طرفاها ؟ و ما نتيجتها ؟ جـ : المقارنة بين أخيها صخر ، وقومه في مكارم الأخلاق و الأعمال العظيمة . - و نتيجتها : تفوق و سبق أخيها صخر في كل عمل عظيم و موقف شريف ، فهو يعلو قومه بعظيم سجاياه (صفاته) . التذوق : (مدوا بأيديهم إلى المجد) : استعارة مكنية ، تصور المجد بشيء مادي يتسابق القوم في الوصول إليه ، و الصورة توحي بقيمة المجد و مدى اهتمام الفضلاء به . (مد إليه يدا) : استعارة مكنية للمجد ، فيها تأكيد على سبق صخر . (يداً) : نكرة للتعظيم . (فنال الذي فوق أيديهم من المجد) : استعارة مكنية ، تصور المجد أيضاً بشيء مادي ينال . (فنال) : تعبير يوحي بالنجاح و الفوز بالمجد . (فوق) : تعبير يوحي برفعة الغاية وسمو الهدف الذي يبحث عنه صخر . س1 : ما علاقة البيت الخامس بالبيت الرابع ؟ جـ1 : العلاقة : نتيجة ، فنتيجة الجهد الوصول إلى المجد . (ثم مضى مصعدا) : كناية عن قوة العزيمة و علو الهمة التي عليها صخر . (ترى الحمد يهوي إلى بيته) : استعارة مكنية ، تصور الحمد بطائر يسرع بالهبوط على بيت صخر ، وهي صورة توحي بحب الناس لصخر ، وأنه محمود السيرة . (بيته) : مجاز مرسل عن صخر علاقته المحلية . (بيته) : توحي أيضاً بالنشأة الطيبة و الأصل الكريم . (يرى أفضل الكسب أن يحمدا) : كناية عن عظمة صخر وعفته فهو يرى أن الكسب الحقيقي في أن يرضى الناس عن أعماله . (يحمدا) : فعل مبني للمجهول ؛ ليوحي بعموم المدح من كل الناس . البيت السادس : نتيجة .
التعليق : س1 : ما الغرض الشعري الذي تمثله هذه الأبيات ؟ جـ : هو غرض الرثاء الفردي . س2 : ما تعريف الرثاء ؟ وكيف كان قديماً ؟ وكيف أصبح حديثاً ؟ جـ : هو مدح للميت بما كان يتصف به من صفات عظيمة كالكرم والشجاعة والشرف والسيادة . - وكان الرثاء قديما فرديا أو قبلياً ولكن الرثاء تطور بعد ذلك وخصوصا في العصر الحديث فصار قومياً، تمجيداً للشهداء وأثرهم في الدفاع عن الوطن. س3 : سيطرت على الشاعرة عاطفتان . وضحهما . جـ : بالفعل سيطرت على الشاعرة عاطفتان : - العاطفة الأولى : عاطفة الحزن و الألم لفقد أخيها . - العاطفة الثانية : عاطفة التمجيد والإعجاب والاعتزاز بأخلاق أخيها صخر . س4 : لماذا لم تحزن الخنساء على موت أولادها حزنها على موت أخيها ؟ جـ3 : لم تحزن عليهم كحزنها على أخيها صخر ، وهذا من أثر الإسلام في النفوس المؤمنة ، فاستشهاد المسلم في الجهاد لا يعني انقطاعه وخسارته بل يعني انتقاله إلى عالم آخر هو خير له من عالم الدنيا ؛ لما فيه من النعيم والتكريم والفرح بما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر [وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ] (آل عمران:169) . س5 : تنوعت الأساليب في هذه الأبيات ما بين خبرية و إنشائية.علل . جـ : بالفعل تنوعت الأساليب في هذه الأبيات ما بين خبرية و إنشائية ففي البيتين الأول و الثاني كانت الأساليب إنشائية ؛ لإظهار عاطفة الحزن و الأسى على فقد الأخ الحبيب ، وفي بقية الأبيات كانت الأساليب خبرية ؛ لتأكيد وتقرير الإعجاب بأخلاق صخر . س6 : تظهر في القصيدة ملامح البيئة في العصر الجاهلي . وضّح . جـ: بالفعل تظهر في القصيدة ملامح البيئة في العصر الجاهلي و منها : 1 - قوة الروابط الأسرية . 2 - السيف رمز البطولة . 3 - من صفات العرب " الكرم - الشجاعة - الشرف " . 4 - الفخر بطول القامة . 5 - ارتفاع بيت سيد القبيلة دليل المهابة .
أسئلة للمناقشة : 1 - أَعَينيَّ جُودَا وَ لاَ تَجمُـدَا أَلاَ تَبكيانِ لِصَخْـرِ النَّدى ؟ 2 - أَلاَ تَبكيانِ الجَريءَ الجَميلَ أَلا تَبكيانِ الفَتَى السـَّيِّدا ؟ 3 - طَوِيْلُ النِّجَادِ رَفِيْعُ العِمَـادِ سـَادَ عَشِــيرَتَهُ أَمْـرَدَا س1 : لم استحق صخر هذا الحزن الشديد من أخته ؟! س2 : الأبيات تجمع بين صفات صخر الخِلْقية و الخُلُقية . وضح . س3 : وصل صخر للسيادة في قومه على الرغم من صغر سنه .علل . س4 : بم يوحي التعبير بـ (طويل النجاد) ؟ س5 : اختر : الرثاء في هذه القصيدة : (قبلي - قومي - فردي) .