عدد المساهمات : 121 نقاط : 366 تاريخ التسجيل : 14/11/2012 العمر : 59 الموقع : مصر سوهاج
موضوع: حول آداب الاستئذان الإثنين ديسمبر 17, 2012 5:52 pm
حول آداب الاستئذان التمهيد : حرص الإسلام على غرس الأخلاق الفاضلة و السلوك الطيب في نفس كل إنسان ، وفي هذه الآيات نتعرف على آداب الزيارة ، والشروط التي وضعها الإسلام عند زيارة ودخول أي بيت ، كما تؤكد الآيات على ضرورة عدم النظر إلى ما حرَّم الله ؛ حتى لا نقع في طريق المعصية . الآيات : [ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ {27} فَإِن لَّمْ تَجِدُوا فِيهَا أَحَداً فَلَا تَدْخُلُوهَا حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ وَإِن قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ {28} لَّيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ مَسْكُونَةٍ فِيهَا مَتَاعٌ لَّكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ {29} قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ {30} ] اللغويات : - تَسْتَأْنِسُوا : تستأذنوا في الدخول - وَتُسَلِّمُوا : تلقوا تحية الإسلام ألا وهي : " السلام عليكم ورحمة الله وبركاته " - ذَلِكُمْ : المشار إليه : الاستئذان - تَذَكَّرُونَ : تتذكرون × تنسون - يُؤْذَنَ : يُسمح لكم بالدخول × يمنع - هُوَ : أي الرجوع - أَزْكَى لَكُمْ : أكرم وأحسن لكم - عَلِيمٌ : عارف ، مطلع - جُنَاحٌ : إثم وذنب - غَيْرَ مَسْكُونَةٍ : خالية ليس فيها سكان - مَتَاعٌ : منفعة - تُبْدُونَ : تظهرون - تَكْتُمُونَ : تخفون - يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ : يكفوا أعينهم عن النظر للمحرمات - وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ : يصونوا ويحفظوا أعراضهم - ذَلِكَ : أي غض البصر ، وحفظ الفروج - أَزْكَى لَهُمْ : أطهر وأكرم وأكثر خيراً - خَبِيرٌ : عالم بما كان ويكون ج خبراء - يَصْنَعُونَ : يفعلون . الشـرح : س1 : ماأسباب نزول هذه الآيات ؟ جـ : يقال أن سبب نزول هذه الآيات : أن امرأة من الأنصار قالت: " يا رسول الله، إني أكون في بيتي على حال لا أحب أن يراني عليها أحد، لا والد ولا ولد فيأتي الأب فيدخل عليّ وإنه لا يزال يدخل عليّ رجل من أهلي وأنا على تلك الحال، فكيف أصنع ؟ " فنزلت الآية. س2 : ما الآداب التي يجب علينا أن نلتزم بها حين ندخل بيوت الآخرين ؟ جـ : الآداب هي : يجب على المؤمنين عدم دخول البيوت إلا بعد استئذان أصحابها ، فإذا أُذِنَ لهم فعليهم بإلقاء التحية قائلين : " السلام عليكم .. " ، وإذا كانت المنازل خالية من أهلها فلا يدخلوها ؛ لأن الدخول يجب أن يكون بعد الإذن ، وإن لم يُسمَح لهم بالدخول فعليهم بالانصراف ، فهذا خير وأفضل من الانتظار على الباب . س3 : لماذا أكَّد الإسلام على تلك الآداب عند الزيارة ؟ جـ: أكَّد الإسلام على تلك الآداب عند الزيارة ؛ لأن من في البيت قد يكونون على هيئة أو حال لا يريدون لغيرهم أن يطّلع عليها مثل : النائم ، والمستريح ، والمتخفف من ملابسه .. إلخ . س4 : ما البيوت أو الأماكن التي يباح فيها الدخول بغير استئذان ؟ ولماذا ؟ جـ : البيوت التي يباح فيها الدخول بغير استئذان : دور العبادة ، المدارس ، المستشفيات ، المتاجر .. إلخ . - لأنها غير مخصصة للسكن ، وإنما هي للمنفعة العامة . س5 : لمن يوجه الله تعالى الأمر في قوله : (قل) ؟ جـ : يوجهه إلى سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - . س6 : بمَ أمر الله الرسول في الآية الأخيرة ؟ جـ : أمر الله الرسول - صلى الله عليه وسلم - في الآية الأخيرة بضرورة التشديد على المؤمنين بغض البصر وعدم النظر إلى ما حرَّم الله ، فلا يصح للمؤمن أن ينظر إلى عورات النساء أو الرجال ، و أن يحافظ المؤمنون على عفافهم وشرفهم ، فذلك أطهر وأشرف لهم ، فالله عليم بكل ما يفعلون ، وسيجازيهم عليه . س7 : لماذا قُدم( غض البصر ) على(حفظ الفروج) ؟ جـ : لأن النظر يحدث أولاً ، فيحرك الشهوات ، ومن ثم يستتبعه الوقوع في الفاحشة والسقوط في بئر المعصية .
التذوق : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ) : نداء للتنبيه ، وفيه تشريف وتكريم لهم بوصفهم بالذين آمنوا . (لَا تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ) : نهي حقيقي عن دخول البيوت إلا بعد الاستئذان غرضه : الوجوب و الإلزام . (حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا) : توجيه جميل فيه تعليل لما قبله ، ويوحي بالألفة و المودة التي يجب أن تكون بين المؤمنين ، فالاستئذان يزيل الوحشة . (ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ) : تعليل للنهي السابق بضرورة الاستئذان . (ذَلِكُمْ ) : المشار إليه هو : الاستئذان والسلام . (فَإِن لَّمْ تَجِدُوا فِيهَا أَحَداً فَلَا تَدْخُلُوهَا) : أسلوب شرط فيه تأكيد على عدم دخول البيوت إلا بعد الاستئذان ، فللبيوت حرمة . (وَإِن قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا) : توجيه رائع بضرورة الاتصاف بحسن السلوك والأدب ، فالرجوع أكرم وأفضل لك إذا طلب منك صاحب البيت ذلك ؛ لأنك لا تعلم بحاله . س1 : لماذا ختمت الآية بقول الله تعالى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ ) ؟ جـ : ختمت الآية بقول الله تعالى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ ) للتحذير والتخويف من مخالفة أوامر الله سبحانه وتعالى ، و للحث على الالتزام بأوامره ونواهيه . (لَّيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ مَسْكُونَةٍ) : استثناء من الأذن ، حيث يبيح الدخول للأماكن العامة دون الاستئذان . (وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ) : تحذير لكل من يخالف أوامر الله . (تُبْدُونَ - تَكْتُمُونَ) : طباق يوضح علم الله الواسع بكل ما في نفوسنا . (قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ) : أسلوب أمر غرضه : الوجوب والإلزام ، وهو مؤكد بحرف الجر الزائد " من" . (يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ) : كناية عن البعد عن الفاحشة . (يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ) : و أيضاً في التعبير القرآني إيجاز بالحذف ؛ لأن المطلوب غض البصر عن كل ما حرمه الله . (وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ) : كناية عن البعد عن الفاحشة . س2:(ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ ) علام يعود اسم الإشارة(ذلك) ؟ جـ : يعود على : غض البصر ، وحفظ الفروج . (إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ) : أسلوب مؤكد بإن فيه تحذير من عقاب الله الشديد .