Admin Admin
عدد المساهمات : 121 نقاط : 366 تاريخ التسجيل : 14/11/2012 العمر : 59 الموقع : مصر سوهاج
| موضوع: الإشادة بخصال الصحابة الإثنين أبريل 01, 2013 7:19 pm | |
| الإشادة بخصال الصحابة التعريف بالشاعر : هو أبو الوليد حسان بن ثابت بن المنذر الخزرجي ، عاش في الجاهلية ستين سنة ، وفي الإسلام ستين أخرى ، ويكنى أبا الحسام لدفاعه عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وكانت نهاية رحلة حياته في عهد معاوية سنة 54 هـ . التمهيد : في العام التاسع الهجري أتت الوفود ؛ لتعلن إسلامها وقد أتى وفد بني تميم ووقف شاعرهم (الزبرقان) يلقي أبياتاً يفتخر فيها بأمجاد وبطولات قبيلته قائلاً : نَحْنُ الْكِرَاْمُ فَلا حَيَّ يُعَادِلُنَا مِنَّا الْمُلُوْكُ وَفِيْنَا تُنْصَبُ البِيَعُ ولما انتهى سمح الرسول - صلى الله عليه وسلم- لحسان بالرد عليه بقصيدة منها هذه الأبيات . الأبيات : 1 - إِنَّ الذَوائِبَ مِن فِهـرٍ وَإِخوَتَهُم قَد بَيَّنوا ســـنَناً لِلناسِ تُتَّبَعُ 2 - يَرضى بِها كُلُّ مَن كانَت سَريرَتُهُ تَقوى الإِلَهِ وَبِالأَمرِ الَّذي شَرَعوا اللغويات : الذَّوائب : م [ ذؤابة ] ، وهي أعلى الشيء والمراد : أعالي القوم وعظماؤهم - فِهْرٍ : إحدى قبائل قريش - وأخوتهم : أي الأنصار - بيَّنوا : وضّحوا × أغمضوا - سنناً : م سنة ، وهي الطريقة و المنهج - يرضى : يقبل × يرفض - سريرتُهُ : نِيته ، طَويته ، وهي كل ما يكتم في القلب ج سرائر - شرعوا : بيَّنوا ووضحوا . الشرح : س1 : بمن يفتخر الشاعر في هذه الأبيات ؟ ولماذا ؟ جـ : يفتخر الشاعر في هذه الأبيات بالمهاجرين والأنصار . - فهم الذين أرشدوا الناس إلى الحق ممثلاً في الإسلام و شريعته التي توافق فطرة الإنسان السليمة السوية ، و النفس النقية التي تخشى الله وتلتزم بأوامره . التذوق : (الذوائب) : استعارة تصريحية ، شبه الشاعر المهاجرين و الأنصار بالذوائب {أعلى الشيء} ؛ ليوحي بعلو مكانة المسلمين وسمو منزلتهم . (إنَّ الذَّوائب .. قد بيَّنوا) : أسلوب توكيد بـ (إن) و (قد) . (إِخوَتَهُم) : توحي بقوة العلاقة بين المهاجرين والأنصار. (سنن) : نكرة للتعظيم ، وجمعاً للكثرة . (تتبعُ) : بُنِيَ الفعل للمجهول ؛ لإفادة العموم فالكل يتّبع تلك السنن . (يرضى بها كل من كانت سريرتُهُ تقْوى الإله) : كناية عن صفة ، وهي أن الإسلام دين الفطرة السليمة . الأبيات : 3 - قَومٌ إِذا حــارَبوا ضَروا عَدُوَّهُمُ أَو حاوَلوا النَفعَ في أَشياعِهِم نَفَعوا 4 - سَــجِيَّةٌ تِلكَ فِيهُم غَيرُ مُحـدَثَةٍ إِنَّ الخَلائِقَ - فاعلم - شَـرُّها البِدَعُ 5 - إِن كانَ في الناسِ سَبّاقونَ بَعدَهُمُ فَكُلُّ سَبــــقٍ لِأَدنى سَبقِهِم تَبَعُ 6 - أَعِفَّةٌ ذُكِرَت في الوَحــيِ عِفَّتُهُم لا يَطمَعونَ وَلا يُزْري بهــم طَمَعُ 7 - لا يَفْخَرُونَ إِذَا نَاْلُوا عَــدُوَّهُـمُ وإِنْ أُصِيْبُوا فَلا خــورٌ ولا جُزُعُ اللغويات : أشياعهم : أتباعهم وأنصارهم م شِيعة - سجيةُ : طَبْع ، طبيعة ج سجايا - محْدثةٍ : جديدة × قديمة - الخلائق : الطبائع م خليقة - شرها : أسوأها × خيرها - البدعُ : الأمور المستحدثة م بِدْعَة - سبَّاقون : لهم الريادة - لأدنى : لأقل و المؤنث دنيا - أعفةٌ : م عفيف و هو النزيه الطاهر الشريف - لا يطمعون : لا يحرصون - يُزْري: يُنْقص - طمع : شهوة ورغبة × قناعة وزهد - إذا نالوا عدوهم : أي هزموه - خور : جبناء ضعفاء م خوَّار - جُزُعُ : م جَزوع الشديد الفزع عند الشدائد × صبور . الشرح : س1 : بمن يفخر الشاعر في هذه الأبيات ؟ وما الصفات التي أثبتها لهم ؟ جـ 1: يفخر الشاعر في هذه الأبيات بالمهاجرين و الأنصار الذين أرشدوا الناس إلى الخير . - الصفات التي أثبتها لهم : 1 – الشدة على الكفار في حربهم ، والرحمة واللين فيما بينهم ، فإن حاربوا عدواً قهروه ، وإن ساعدوا صديقاً نصروه (أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ) [الفتح: من الآية29] . 2 – الطباع الجميلة والأخلاق الكريمة ، والتسابق في فعل الخير . 3 – العفة و الشرف ، ولقد أشاد بهم القرآن (يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ)[البقرة: من الآية273] 4 – التواضع عند الانتصار فلا مفاخرة بنصر ، ولا ضعف عند الهزيمة ؛ لأنهم يعلمون أن نصر الله آتٍ لا محالة (أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ)[البقرة: من الآية214] . س2: الشاعر متأثر بمعاني القرآن الكريم في قصيدته . وضح ذلك مع التدليل . جـ2 : بالفعل الشاعر متأثر بمعاني القرآن الكريم في قصيدته حيث نجده في البيت الثالث متأثر بقول الخالق في وصف المؤمنين : (أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ)[الفتح: من الآية29]. - و البيت السادس مأخوذ من معنى قوله تعالى في حديثه عن حال فقراء المهاجرين : (يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ)[البقرة: من الآية273] . - و البيت السابع مأخوذ من معنى قوله تعالى في حديثه عن ثبات المؤمنين في الشدائد : (فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ)[آل عمران: من الآية146] . س 3: تأثّر الشاعر في البيت الرابع بالحديث النبوي الشريف . وضح . جـ3 : بالفعل ففكرة البيت الرابع مستمدة من حديث لرسول- صلى الله عليه وسلم- يقول فيه : {.. شر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، كل ضلالة في النار}. التذوق : (قومٌ) : نكرة للتعظيم ، وهى إيجاز بحذف المبتدأ أصلها (هم قوم) . (إذا حاربوا ضرَّوا عدوهم) : استخدام (إذ) هنا يفيد : التحقق و اليقين ؛ فانتصارهم مؤكد ولا شك فيه. (ضرَّوا عدوهم) : كناية عن قوة المسلمين و الثقة في اانتصارهم على الأعداء . (حاولوا النَّفع في أشياعهم نفعو) : كناية عن رحمة المسلمين وإحسانهم ، وحذف المفعول به للفعل (نفعوا) يفيد العموم و الشمول وهو (إيجاز بالحذف). س1 : ما العلاقة بين شطري البيت الثالث ؟ جـ1 : العلاقة : مقابلة تبرز المعنى وتوضحه. س2 : ما رأيك في قول الشاعر : (حاولوا النفع) ؟ جـ 2: رأيي أن الشاعر لم يحالفه التوفيق في هذا التعبير ؛ لأن محاولة الخير تدل على صعوبة تحقيقه وتُنْقِص من قدرهم على الرغم من أنهم أهل الخير و الجود . (سجية ُ) : نكرة للتعظيم ، ووصفها بـ (غير محدثة) يدل على أصالة تلك الطباع . (سجية ُ تلك) : أسلوب قصر بتقديم الخبر (سجية) على المبتدأ (تلك) . (إنَّ الخلائق - فاعلم - شرها البدعُ) : أسلوب مؤكد بمؤكدين (إن + جملة فاعلم الاعتراضية) . (فاعلم) : أسلوب إنشائي / أمر للتنبيه و النصح . (غير محدثة - البدعُ) : محسن بديعي / طباق يبرز المعنى ويوضحه. (إِن كانَ) : أسلوب خبري للشك والقلة في أن يكون هناك سباقون للخير بعد الرسول وصحبه. (فكل سبْقٍ ... تَبَعُ) : كناية عن تفوقهم وتفرُّدهم في أعمال الخير . (سبْقٍ - تَبَعُ) : محسن بديعي / طباق يبرز المعنى ويوضحه. (أَعِفَّةٌ) : نكرة للتعظيم وجمع للكثرة وهى خبر لمبتدأ محذوف تقديره هم. (ذكرت في الوَحْي عِفَّتهم) : كناية عن تقدير الله لهم ورضائه عنهم . (لا يَطمعون) : كناية عن القناعة . (لايُزْري بهم طمعُ) : جملة أخرى مؤكدة لقناعتهم الشديدة . كلمة (طمع) نكرة للتقليل فهم لا يطمعون في أقل القليل . (أعفةٌ - طمعُ) : محسن بديعي / طباق يبرز المعنى ويوضحه. (لا يفخرون إذا نالوا عدوهم) : كناية عن صفة التواضع التي تظهر عند الانتصار ، وهي تدل على أثر الدين العظيم في سلوكياتهم. (وإن أصيبوا فلا خور ولا جُزُعُ) : كناية عن صفة الصبر وقوة التحمل عند الهزيمة (تكرار النفي بل) : يؤكد ثبات المسلمين وجلدهم وصبرهم وقوة تحملهم وعدم يأسهم . (نالوا - أصيبو) : محسن بديعي / طباق يبرز المعنى ويوضحه. س3 : علامَ يدل استخدام الشاعر لأداتي الشرط (إذا - إنْ) في موضعهما ؟ جـ3 : إذا تدل على التأكيد من انتصارهم ، إنْ تدل على الشك في هزيمتهم. الأبيات : 8 - خُذ مِنهُمُ ما أَتوا عَفواً إِذا غَـضِبوا وَلا يَكُن هَمَّكَ الأَمـرُ الَّذي مَنَعُوا 9 - أَعــطَوا نَبِيَّ الهُدى وَالبِرِّ طاعتَهُم فَما وَنى نَصرُهُم عَنهُ وَما نَزَعوا 10 - إِن قالَ سيروا أَجَدّوا السَيرَ جَهدَهُمُ أَو قالَ عُوْجُوا عَلَينا ساعَةً رَبَعوا 11 - أَكرِم بِقَومٍ رَسولُ اللَهِ قائِدُهُـــم إِذا تَفَرَّقَتِ الأَهـواءُ وَالشِيَـــعُ 12 - فإنهم أفضل الأحياء كلِّهـمُ إن جدَّ في النَّاس جدُّ القول أو شَمـعوا اللغويات : أتوا : أي عملوا - عفواً : صفحاً وتسامحاً × انتقاماً - همُّك : مطلبك - منعوا : صانوا وحموا - الهدى : الرشاد - البر : الخير - ونى : ضعف × قوي - نصرهم : مناصرتهم له وتأييدهم - نزعوا : تخلفوا وامتنعوا - أجدوا السير : أسرعوا فيه - عوجوا علينا: مرُّوا علينا - ربعوا : أقاموا × رحلوا - تفرقت : تعددت ، تشتت - الأهواء : الميول م الهوى - الشّيعُ : الأتباعُ والأنْصار م شِيْعَة - الأحياء : الناس - جدُّ : التزام × هَزْل - شَمعوا : مزحوا وضحكوا . الشرح : العفو عند المقدرة من شيمهم حتى عند غضبهم (وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ) [الشورى: من الآية37] ، ولكن لا تنال من عزتهم وكرامتهم فهي غالية عندهم ، عاهدوا نبي الله - صلى الله عليه وسلم- على الطاعة والإخلاص له بكل ما أوتوا من قوة ، فإن أمرهم بالجهاد نصروه وإن أمرهم بالبقاء والانتظار أطاعوه، وما هذه الأخلاق الرائعة إلا لأنهم أتباع الرسول - صلى الله عليه وسلم- قائدهم ومرشدهم للخير العميم ، لذلك هم أفضل الناس في كل الأحوال . التذوق : (خذْ منهم) : أسلوب إنشائي / أمر غرضه : النصح والإرشاد . (عفو) : نكرة لتعظيم من قيمة هذا العفو . (عفواً - غضبو) : محسن بديعي / طباق يبرز المعنى ويوضحه. (ولا يكن همُّك الأمر الذي منعو) : : أسلوب إنشائي / نهي غرضه : التحذير . (أعطوا نبي الهدى والبر طاعتهم) : استعارة مكنية ، حيث شبه الطاعة بشيء مادي غالٍ يُهدى إلى الرسول - صلى الله عليه وسلم - ، وهي صورة تدل على حب وتقدير الصحابة للرسول . (نبي الهدى) : إضافة الهدى إلى " نبي " تدل على أن رسالته للخير والهداية . (نبي الهدى والبر) : العطف هنا أفاد : أن أفعال الرسول كلها لمصلحة البشر . (البيت العاشر) : كله كناية عن الطاعة التامة للرسول - صلى الله عليه وسلم- في كل أمورهم . (أكْرم بقوم رسول الله قائدهم) : أسلوب إنشائي / تعجب ، غرضه : التعظيم والمدح ، واستخدام الباء في (بقوم) حرف جر زائد للتوكيد. (فإنهم أفضل الأحياء كلِّهمُ) : أسلوب مؤكد بمؤكدين (إن + كلهم) . (جدُّ - شَمعو) : محسن بديعي / طباق يبرز المعنى ويوضحه. س1 : ما علاقة البيت الأخير بما قبله من الأبيات ؟ جـ1 : العلاقة : نتيجة أي نتيجة لكل تلك الصفات الرائعة التي تحلُّوا بها فإنهم أفضل الناس . التعليق : س1: لماذا لُقِب حسان بن ثابت بشاعر الرسول ؟ جـ : لُقِب حسان بن ثابت بشاعر الرسول ؛ لأنه نصَّب (وضع) نفسه لدفاع عن الدين الإسلامي ، والرد على أنصار الجاهلية . س2 : للقصيدة أهمية خاصة . وضِّح . جـ : وذلك لأنها تؤرِّخ لعام مهم في تاريخ الدعوة الإسلامية هو عام الوفود . - كما أن القصيدة تبين نفسية العرب الذين يحبون التفاخر ، فأتوا بشعرائهم معهم ؛ ليتباهوا بأنسابهم وهم يحاولون التعرف على الدين الجديد . س3 : ما الغرض الشعري الذي تمثله هذه الأبيات ؟ جـ : الغرض الشعري هو : مدح الرسول - صلى الله عليه وسلم- و الصحابة ، و الفخر بصفات المهاجرين والأنصار الرائعة ، والإشادة بالدين الجديد ، وبذلك تطور المدح بعد أن كان قبل ذلك لكسب النعم والعطايا وكان يشوبه شيء من النفاق . س4 : القصيدة تدل على نمط (شكل) لشعر يدل على براعة وموهبة صاحبه . وضِّح . جـ : بالفعل فالقصيدة تمثل نمطاً لشعر الارتجال الذي يرتجل فيه الشاعر قصيدته من وحي الموقف دون إعداد مسبق ، وهذا النوع يحتاج إلى موهبة فذة متفجرة وبراعة قوية . س5 : بِمَ يمتاز أسلوب " حسان بن ثابت " ؟ جـ : يمتاز أسلوب " حسان بن ثابت " بالوضوح وترتيب الأفكار ، ودقة التصوير عذوبة اللفظ ، وفخامة المعنى وسهولة العرض . س6 : ما الجديد الذي أتى به " حسان بن ثابت " في هذه القصيدة ؟ جـ : الجديد الذي أتى به " حسان بن ثابت " في هذه القصيدة هو : 1 - الوحدة الموضوعية التي لم تكن متحققة في كثير من شعر الجاهليين 2 - التحرر من المطالع الغزلية و البدايات التقليدية للقصيدة في العصر الجاهلي . 3 - تطور أساليب وألفاظ ومعاني " حسان بن ثابت " فقد كانت في الجاهلية خشنة غليظة غريبة ، وبعد الإسلام وتأثره به جاءت ألفاظه سهلة وخياله قريب . [right][b] | |
|